Page Nav

HIDE

اخبار عاجلة

latest

مقال عن التضحية

  كان هناك طائر صغير يحلم بالتحليق في السماء، وعندما اقترب من الشمس، احترقت جناحاه، لكنه لم يندم، فقد تعلم أن الطموح يتطلب التضحية كان هناك ...

 كان هناك طائر صغير يحلم بالتحليق في السماء، وعندما اقترب من الشمس، احترقت جناحاه، لكنه لم يندم، فقد تعلم أن الطموح يتطلب التضحية

كان هناك طائر صغير يعيش في أحد الغابات المورقة، حيث كان دائمًا ينظر إلى السماء الزرقاء ويتمنى لو كان بإمكانه الطيران بعيدًا، بعيدًا عن حدود الأشجار والمخاطر التي تحيط به. كان يرى الطيور الأخرى تطير بحرية في الرياح، وكان يشعر بشغف عميق يملأ قلبه للانطلاق نحو السماء الواسعة. لكن هناك شيئًا واحدًا كان يعوقه: جناحاه الضعيفان اللذان لا يستطيعان التحليق لمسافات طويلة.

ورغم قلة خبرته، كان يحمل حلمًا كبيرًا بأن يصبح طائرًا قويًا يمكنه الطيران إلى أبعد ما يمكن. ومع مرور الأيام، بدأ يجتهد ويعمل بكل طاقته ليقوي جناحيه. كان يقفز من فوق الصخور، ويطير لفترات قصيرة، يكرر المحاولة تلو الأخرى، وكلما شعر بالتعب كان يعود ليتنفس بعمق ويعود للمحاولة مجددًا. وكلما شعر بقلق من المستقبل، كان يذكر نفسه أن الطموح لا يأتي إلا بالصبر والمثابرة.

ثم جاء اليوم الذي قرر فيه أن يطير نحو الشمس. كانت الشمس تلمع في السماء، وكأنها تهمس له أن يقترب. لم يكن يعلم الطائر الصغير أن الشمس قد تكون خطرًا عليه، لكنه كان يحلم بشدة بالوصول إليها، فتجاهل كل التحذيرات في قلبه. رفع جناحيه بكل ما أوتي من قوة، وبدأ في الطيران نحو السماء، محلقًا في أفق لا نهائي.

وفي أثناء اقترابه من الشمس، بدأ جناحاه يشعران بحرارة شديدة، ثم بدأ الفارق بين حرارة الشمس البعيدة وبرودة الهواء الذي اعتاده في البداية يؤثر عليه بشكل مؤلم. لم يكن الطائر قادرًا على العودة إلى الأسفل بسبب شدة الرياح والارتفاع، وعندما اقترب أكثر، شعر بجناحيه يذوبان شيئًا فشيئًا من شدة الحرارة.

وفي لحظة مؤلمة، احترق جناحاه تمامًا، فسقط الطائر من السماء، لكن قلبه كان مليئًا بشيء أكثر قيمة من الألم الذي يشعر به. لم يندم على محاولته، بل كان فخورًا بمسعاه وبحلمه الذي سعى وراءه. فقد أدرك أنه من خلال محاولته، قد علم نفسه درسًا عميقًا: أن الطموح يتطلب التضحية.


ربما لم يصل إلى هدفه بشكل كامل، ولكن التجربة نفسها كانت قيمة. فقد تعلم أن السعي وراء الأحلام ليس مجرد الوصول إلى النهاية، بل هو رحلة مليئة بالتحديات والتضحيات التي تصقل الإنسان. الطائر الصغير، رغم الخسارة الجسدية، أصبح أذكى وأقوى. وداخل قلبه، كانت بذرة الأمل والطموح قد نمت وتفتحت. لقد أدرك أنه لا شيء في الحياة يأتي بسهولة، وأن القيم الحقيقية في النجاح هي القدرة على الاستمرار رغم الصعاب.

ورغم كل ما مر به، كان الطائر يعلم أن أحلامه ستظل ترفرف في السماء، حتى وإن لم يستطع أن يطير مجددًا بنفس الطريقة. فقد أصبح لديه يقين بأن هناك دائمًا فرصة جديدة،



ليست هناك تعليقات